بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع بما فيه من جدية رائع والله
اتمنى ان لا اكون قد اطلت لكم الموضوع بفرض هذا الكم الهائل
ورد في الحديث: "كلكم راعٍ وكل راع مسؤول عن رعيته". نعم هي المسؤولية التي يتحملها كل مَن لديه أبناء. والمسؤولية الموجودة في حياتنا يجب أن نفهمها بالأسلوب الصحيح، وليس كما يفكر البعض هي مجرد مسؤولية المأكل والمشرب. بل المسؤولية من ناحية شرعية تصل إلى تصحيح أفكار أبنائنا, وهي أن نعلّمهم ما يجب أن يعلموه في جميع مراحل الحياة حتى لا يجرفهم تيار الانحراف الفكري والعقائدي والاجتماعي وما إلى ذلك من التيارات التي بدأت تظهر في حياتنا.
ثم إن المسؤولية تقع في أمور كثيرة من قَبْل أن يولد هذا الطفل، وذلك بالاستعداد النفسي لاستقبال الطفل الذي ينير الحياة الزوجية بوجوده. ففي السابق كانت الحياة بسيطةً جداً, وذلك لقلة وجود الأمور المساعدة على الانحراف, بخلاف ما هو موجود الآن, حيث وصلتنا التقنية الحديثة بداية من الراديو والتلفزيون والمجلات والتلفون, ونهاية بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت), حتى أصبحت هذه التقنية وهذه الأجهزة جزءاً لا يتجزأ في حياتنا. ولكن يا ترى, هل عرفنا كيفية استخدام هذه التقنية الاستخدام الأمثل, أم استقبلناها بصدر رحب وكأنها إنقاذ لنا من ظلمات الجهل؟ هي فعلاً إنقاذ لنا من ظلمات الجهل، ولكنها في نفس الوقت سلاح ذو حدين, يمكن استخدامها في الخير والشر. فالشيطان مازال موجوداً يغوينا ويغوي أبناءنا ليزيّن لنا معظم الأمور التي تَفِدُ علينا من الخارج. قال تعالى: ﴿قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ () قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ () قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ الأعراف. فهنا الشيطان يتوعدنا بالترصد ليغوينا.
إن التربية السليمة والحفاظ على المبادئ الإسلامية هي أول قارب إنقاذ لأبنائنا, حيث يوجد بعض الضمانات التي تتكفل بصيانة عقول أبنائنا. ومع ذلك لا نستطيع أن نتيقن اليقين الكامل أن أبناءنا لا يمكن لهم أن ينحرفوا عن المسار الصحيح، لأن المجتمع مليء بشتى التيارات والأفكار التي لا تتفق مع بعض المبادئ الإسلامية، كالتشكيك في بعض العقائد، وعدم الاهتمام بأوقات الصلاة, وعدم احترام بعض الأحكام الشرعية... الخ.
ورُبّ إنسان يقول إن أمير المؤمنين عليه السلام يقول: "أبناؤكم خلقوا لغير زمانكم". أي لا يمكن السيطرة عليهم, وهذه حياتهم يفعلون ما يشاؤون, وستعلّمهم الحياة الخطأ من الصواب. هذا مطلوب ومعلوم بأن أبناءنا خلقوا لغير زماننا, وذلك لمتغيرات الزمن وفارق السن بين الأبناء والآباء, والميول تختلف عما كانت عليه في السابق، ولكن هناك مسؤولية شرعية, وهي الحفاظ عليهم من الانحراف, وتوجيههم التوجيه السليم, مع مراعاة نفسية الأبناء وميولهم أثناء إسداء النصيحة لهم.
فالتقنية الحديثة تلعب دوراً هاماً في حياتنا اليومية, وخصوصاً الأجهزة المرئية والمسموعة، حيث توالت علينا القصص الواقعية التي حرفت بعض فتياتنا وشبابنا, منها ما أودى بحياتهم، ومنها ما شوّه سمعتهم, ولكلٍ أسبابه. فلو نظرنا إلى الأسباب لوجدنا معظمها يعود إلى التربية.
* الأسباب المؤدية إلى التفكيرات الملتوية:
1. الفراغ:
والفراغ في حياتنا اليومية يحتاج إلى أن يُستثمر في الشيء المفيد لذات الشخص أو لأسرته أو لمجتمعه، ولا يمكن أن يستثمر الوقت إذا لم تكن هناك تربية سليمة, حيث أن التربية السليمة تساعد الأبناء على التفكير السليم فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة. والفراغ الذي يعيشه أبناؤنا ينقسم إلى نوعين وهما:
أ– الفراغ العاطفي: وهذا ما يتحمله الآباء، أي بعبارة أخرى على الآباء أن يخصصوا ساعات معينة يومياً لأبنائهم, تارة للمذاكرة, وتارة للجلوس معهم, وتارة لمساعدتهم في حل مشاكلهم الشخصية أو العامة, وتارة لتعليمهم بعض أمور دينهم وإشباعهم بالعاطفة المطلوبة (لا إفراط ولا تفريط). فهذه الأمور المذكورة تساعد الأبناء على الانفتاح على آبائهم, وتساعدهم على أداء الحقوق, وكما ورد في مضمون الحديث: (رحم الله امرئ أعان أبناءه على بره).
ب– الفراغ الروحي: وهذا ما يتوزع ما بين الآباء والأبناء. أي أن يقوم الآباء بتعليم الأبناء الأمور الدينية, كالصلاة والصيام والدعاء بالأسلوب الذي يليق بجلاله سبحانه وتعالى, شريطة أن التعليم لا يكون بالزجر والقوة إلا إذا بلغوا السن التكليفية. ويجب يعلموهم بأن هذه الأمور المذكورة وغيرها ليست من باب العادة المتبعة في الوسط الاجتماعي, بل من حيث أنها عبادة يجب احترامها والاعتقاد بها حتى تصعد بأرواح الأبناء إلى السموّ.
ج– البطالة: وهذه الظاهرة المتفشية في مجتمعاتنا تشكل خطراً كبيراً بذاتها إذا ما تم حلّها من قبل الوالدين. فالوالدان إذا ما كانا متنبّهين لهذه القضية فسوف يضيع الأبناء ذكوراً وإناثاً. فتشجيع الوالدين للأبناء على المواصلة في التحصيل العلمي والعملي له دور كبير في صنع إنسان يخدم المجتمع. ولعل القضية تختص بالدولة, إلا أن الأسرة لها الدور الكبير في إخراج ذرية صالحة. ثم إن البطالة لا تقتصر على عدم العمل، وإن كان هذا المعنى السائد, إلا أن النشاط العلمي والعملي لهما دور كبير. فأحياناً صاحب الشهادة لا يحمل تلك القيم والمبادئ، بخلاف بعض الناس الذين يحملون الشهادات الجامعية ويحملون القيم والمبادئ قبل كل شيء. ولتكن الفكرة عند الأبناء أن العمل لا يأتي بالجلوس في البيت, بل يأتي من خلال البحث عن الفرص العملية الموافقة لشهادته العلمية. وليكن التشجيع من قبل الأبوين والدعاء لهم بالتوفيق. ثم بالنسبة للفتاة لعل شهادتها الجامعية تجعلها حبيسة الدار, ولكن إعمال العقل في شيء مفيد يساعدها على التخلص من الأوهام والتخيلات التي لا طائل منها. وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "حِرفة في اليد أمان من الفقر". وفوق ذلك كله يجب أن يكون لدى كل إنسان حرفة معينة تشغله عن التفكير الشيطاني.
فلو تخلص الأبناء من الفراغ العاطفي والروحي والبطالة, سيكونون -بإذن الله جل وعلا- بعيدين عن المشاكل النفسية والعقلية والأسرية, وستبعدهم عن التعقيدات والأوهام التي تواجه حياتهم, وذلك بفضل الآباء الذين سدّوا عليهم الفراغ الذي يهدد أعصابهم. وسيعتمدون على أنفسهم بعد ذلك في مواجهة أي شيء في حياتهم بعقلية سليمة.
2. رفقاء السوء:
لا يخلو مجتمع من المجتمعات من الناس السيئين الذين لم يحصلوا على التربية السليمة, والتي من أسبابها:
أ– الفقر: وهو بدوره من العوامل الرئيسية التي تساعد على انحراف الأبناء, وخصوصاً الذكور. فلو علم هذا الشاب أن الفقر نعمة إلهية تساعد على تصفية قلبه والاقتناع بما أعطاه الله سبحانه وتعالى, ويشق طريق الحياة بتعب ومشقة, مما يساعد ذلك على التوجه إلى الله في جميع الحالات صغيرة وكبيرة، وفي نفس الوقت هو اختبار للعائلة كيف تستثمر العقل البشري في شق طريق الحياة. فكم إنسان بات فقيراً وأصبح غنياً بفضل الله سبحانه وتعالى, وبفضل استخدام العقل في تكوين الشخصية.
ب– الثراء المترف: وهذا العامل إذا ما استغل الاستغلال الأمثل فسوف تكون عواقبه خطيرة, لأن وجود المال بشكل ملموس, وإعطاء الأبناء كل ما يريدون دون إشعارهم بأن هذا المال قابل للزوال لأي أمر من الأمور، فهذا يؤدي إلى عدم احترام عقولهم, وذلك بفعل كل ما بوسعهم دون حساب لأي شخص من الأشخاص.
ج- ابتعاد الآباء عن الأبناء: وهذا بدوره يجعل الأبناء يفعلون ما يشاؤون, وذلك بسبب انشغال الأب بتحصيل لقمة العيش, أو انشغاله بأمور الدنيا التي لا تكاد تنتهي. فلو قام الأب بدوره والأم بدورها في كيفية تقسيم الوقت على الأبناء, وعدم اتكال أحد الأبوين على الآخر, وعدم اختلاق الأعذار الواهية في حصول مشكلة معينة, لا يمكن للأبناء أن ينحرفوا في ظل وجود الأبوين.
هذه الأمور الثلاثة لو توفرت في إنسان ما، دون أن يكون هناك نذير من قبل العائلة, أو شخصية لها وجودها وتأثيرها على هذا الإنسان, فهي بلا شك ستصنع إنساناً خالياً من القيم والمبادئ, وستكون الكارثة أعظم لو كان هناك إنسان آخر توفرت فيه الأمور الآنفة الذكر, وستكبر الكارثة لو كان هناك أكثر من شخصين، لأنه كما قلنا أن التربية السليمة لها تأثيرها الإيجابي على الإنسان, حتى في أثناء وجود الفقر والغنى الماديين، لأن الفقر والغنى لا يؤثران على الإنسان المؤمن الذي له قناعة بما أوتي من رزق (القناعة كنزٌ لا يفنى). فعلى كل إنسان ذكراً كان أم أنثى أن يحمل روحاً ملؤها الإيمان القويّ الذي لا يمكن أن تؤثر عليها المادة، نعم يجب أن يستغل الدنيا في السير على طريق الخير. ونحن نقرأ يومياً قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ الفاتحة. والصراط المستقيم يحتاج إلى عمل وسعي حتى نحصل على التوفيق الإلهي. ففي ظل هذه الحياة ووجود التقنية الحديثة علينا أن نستغلها في السير على الطريق المستقيم. فدخول الأبناء على المواقع في "الإنترنت" ليس حراماً إذا كان في طريق الخير، ولكن من الذي يستطيع أن يسيطر على نفسه أمام هذه الإغراءات؟ يقول تعالى: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ يوسف. فهنا ورد الاستثناء لمن له صلة بالله سبحانه وتعالى ويرجو رحمته ويخاف عقابه. ولذا ورد التأكيد: ﴿ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. ثم إن هناك الأسطوانات ذات البرامج الدينية وبرامج التسلية، لأنها محدودة الاستخدام. لكن الإنترنت كلما فتحتَ باباً فإنه يفتح لك ألف باب, سواءً في الخير أو الشر. والمشكلة أن الإنترنت بدأ يجرّ إلى اللقاءات الغير مشروعة بين الجنسين ذكوراً وإناثاً, عزاب ومتزوجين, وكل ذلك باسم الدين والحضارة والحرية، الدين لم يشرع ذلك إلا إذا كانت هناك ضرورة شرعية، وكما يقول الشاعر أحمد شوقي:
نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ
فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ
ولذا إذا كانت البداية غير حسنة, فالنهاية ستكون بلا شك أسوأ, إلا إذا نزلت علينا ألطافه سبحانه وتعالى. والمشكلة أن الإنسان في وجود الإغراءات يغفل ويتغافل عن الله سبحانه وتعالى، وينسى ويتناسى أن الله: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ غافر 19. لماذا؟ لأن الشيطان سيطر على غريزته وعقله.
فالواجب على الإنسان أن يحمد الله جل وعلا, ويشكره إذا ستر عليه في الدنيا, وليأخذ درساً من الخطأ. ولكن الإنسان غالباً ما يمشي في الطرق الملتوية رغم علمه بأن الطريق الذي يمشي فيه خطأ (100%). ولكن كما ورد في الحديث: "ما أكثر العبر وأقل المعتبرين".
* الحلول:
لقد تطرقت إلى بعض الحلول التي ربما نفهمها من خلال ذكرنا للأسباب المؤدية إلى الانحراف، فتارة نعكس هذه الأسباب فنجد الحل، وتارة يختلف الجو والموقف والظرف الذي يعيشه بعض الشباب من الجنسين. فوضع الحل يتأتى من فهم القضية ودراسة نفسية من هو مبتلى ببعض المشاكل. ولا يحق لنا وضع اللوم على شاب أخطأ أو فتاة أخطأت، لأن هناك جهل قصوري وجهل تقصيري وغفلة. فيجب معالجة المشكلة بشكل سليم وعقلائي، فالجهل التقصيري تارة يأتي من قبل الأبوين, وتارة من قبل الأبناء. وكذلك القصوري. أي بصورة أوضح هناك مفاهيم ومعايير تلزمنا بالتعامل مع الفتاة أو الشاب الذي يمشي على غير جادة الطريق الطبيعي الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لنا, وذلك بمخالفة قوانين الطبيعة. فلا نستطيع أن نضع حلاً لمشكلة ما ما لم نعرف ملابسات القضية أو المشكلة. وحتى لو عرفنا ملابسات المشكلة وتأكدنا أن هذا الشاب أو هذه الفتاة أخطأا بعلم، إلا أنه هناك أسباب أوصلتهما إلى هذه المشكلة التي وقعا فيها.
* قصة واقعية:
فتاة في ريعان شبابها، دخلت إحدى المنتديات لتدلي برأيها كما تقوم غيرها من الفتيات، فحصل هناك خطأ ما، فبان عنوانها الإلكتروني (الإيميل) لبعض الأعضاء. وبعد إصلاح الخلل الفني فوجئت بمحادثة شاب متزوج عن طريق الماسنجر, مما أدى إلى الحوارات الطويلة والذي أدى بدوره للتعرف على صديقتها، وبعد ذلك تبادلاً المحادثات عن طريق الهاتف الجوال. وبدأت المحادثات الطويلة للتعرف على أسرار حياتها أكثر فأكثر. وكذلك هو أعطاها أسراره التي لا يعلمها حتى أقرب الناس إليه. وبعد المحادثات الطويلة تمت المقابلة الشخصية بين ذلك الشاب وتلك الفتاة وجهاً لوجه. وبعد مرور الأيام والتعارف الموسوم بوسام الشرف والعفة بدأت الكلمات المبتذلة من ذلك الشاب تأخذ مجراها مع تلك الفتاة وصديقتها، ولكن الرحمة الإلهية رفعت تلك الفتاة عن هذا الشاب، وقاطعته مقاطعة نهائية.
التعليق على هذه القصة: نستطيع أن نقول أن هناك جذور سليمة في تربية هذه الفتاة وذلك الشاب، إلا أن هناك فراغ روحي وعاطفي عند الشاب والفتاة. فالشاب يحاول أن يخلق جواً ملؤه الشرف، والفتاة وافقت على هذا بحسن نية، وأنى يتأتى ذلك بوجود شيطان مغوي بينهما؟ ولولا تدخل الرحمة الإلهية لما عُرف ما سيحصل بعد الكلمات التي أساسها شبكة صياد من يدخلها لا يعرف الخروج منها. ثم إن هذه قصة توخيت فيها الاختصار من بين مئات القصص. فبعض الفتيات وقعنَ في مستنقعات الرذيلة، وبعضهن يفلتن من هذه المستنقعات, إلا أن العار يلاحقهن. بينما هناك فتيات صابرات وقانعات بما قسم الله لهن من رزق يتزودن به في شق طريق الحياة بروح إيمانية وعقل سليم، وحتى لو ولجوا في بحر التقنية الحديثة فإنهن يدخلنها من باب الضرورة كالبحث العلمي، الإطلاع على آراء الآخرين بشكل سريع، التعرف على ما يجري في هذا العالم من أحداث... وهكذا.
* تنبيه: على كل أب وأم التعرف على بعض ما يجري في داخل البيت، أي بصورة أخرى يجب المحاولة على معرفة بعض أجهزة التقنية الحديثة وما مدى أهميتها في جلبها إلى المنزل، حتى تبرأ ذمته أمام الله جل وعلا، وإذا كان لا يستطيع فهم ذلك فليوكل الأمر إلى من هو أعرف منه وأقرب إلى أبنائه لهذه التقنية, كي يتسنى له الحفاظ على أسرته. أما أنه يقول أنا لا أعلم فهذه مشكلته هو وليست مشكلة غيره، لأن هذه الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب.
ختاماً: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ التحريم 6.
هذا الموضوع بما فيه من جدية رائع والله
اتمنى ان لا اكون قد اطلت لكم الموضوع بفرض هذا الكم الهائل
ورد في الحديث: "كلكم راعٍ وكل راع مسؤول عن رعيته". نعم هي المسؤولية التي يتحملها كل مَن لديه أبناء. والمسؤولية الموجودة في حياتنا يجب أن نفهمها بالأسلوب الصحيح، وليس كما يفكر البعض هي مجرد مسؤولية المأكل والمشرب. بل المسؤولية من ناحية شرعية تصل إلى تصحيح أفكار أبنائنا, وهي أن نعلّمهم ما يجب أن يعلموه في جميع مراحل الحياة حتى لا يجرفهم تيار الانحراف الفكري والعقائدي والاجتماعي وما إلى ذلك من التيارات التي بدأت تظهر في حياتنا.
ثم إن المسؤولية تقع في أمور كثيرة من قَبْل أن يولد هذا الطفل، وذلك بالاستعداد النفسي لاستقبال الطفل الذي ينير الحياة الزوجية بوجوده. ففي السابق كانت الحياة بسيطةً جداً, وذلك لقلة وجود الأمور المساعدة على الانحراف, بخلاف ما هو موجود الآن, حيث وصلتنا التقنية الحديثة بداية من الراديو والتلفزيون والمجلات والتلفون, ونهاية بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت), حتى أصبحت هذه التقنية وهذه الأجهزة جزءاً لا يتجزأ في حياتنا. ولكن يا ترى, هل عرفنا كيفية استخدام هذه التقنية الاستخدام الأمثل, أم استقبلناها بصدر رحب وكأنها إنقاذ لنا من ظلمات الجهل؟ هي فعلاً إنقاذ لنا من ظلمات الجهل، ولكنها في نفس الوقت سلاح ذو حدين, يمكن استخدامها في الخير والشر. فالشيطان مازال موجوداً يغوينا ويغوي أبناءنا ليزيّن لنا معظم الأمور التي تَفِدُ علينا من الخارج. قال تعالى: ﴿قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ () قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ () قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ الأعراف. فهنا الشيطان يتوعدنا بالترصد ليغوينا.
إن التربية السليمة والحفاظ على المبادئ الإسلامية هي أول قارب إنقاذ لأبنائنا, حيث يوجد بعض الضمانات التي تتكفل بصيانة عقول أبنائنا. ومع ذلك لا نستطيع أن نتيقن اليقين الكامل أن أبناءنا لا يمكن لهم أن ينحرفوا عن المسار الصحيح، لأن المجتمع مليء بشتى التيارات والأفكار التي لا تتفق مع بعض المبادئ الإسلامية، كالتشكيك في بعض العقائد، وعدم الاهتمام بأوقات الصلاة, وعدم احترام بعض الأحكام الشرعية... الخ.
ورُبّ إنسان يقول إن أمير المؤمنين عليه السلام يقول: "أبناؤكم خلقوا لغير زمانكم". أي لا يمكن السيطرة عليهم, وهذه حياتهم يفعلون ما يشاؤون, وستعلّمهم الحياة الخطأ من الصواب. هذا مطلوب ومعلوم بأن أبناءنا خلقوا لغير زماننا, وذلك لمتغيرات الزمن وفارق السن بين الأبناء والآباء, والميول تختلف عما كانت عليه في السابق، ولكن هناك مسؤولية شرعية, وهي الحفاظ عليهم من الانحراف, وتوجيههم التوجيه السليم, مع مراعاة نفسية الأبناء وميولهم أثناء إسداء النصيحة لهم.
فالتقنية الحديثة تلعب دوراً هاماً في حياتنا اليومية, وخصوصاً الأجهزة المرئية والمسموعة، حيث توالت علينا القصص الواقعية التي حرفت بعض فتياتنا وشبابنا, منها ما أودى بحياتهم، ومنها ما شوّه سمعتهم, ولكلٍ أسبابه. فلو نظرنا إلى الأسباب لوجدنا معظمها يعود إلى التربية.
* الأسباب المؤدية إلى التفكيرات الملتوية:
1. الفراغ:
والفراغ في حياتنا اليومية يحتاج إلى أن يُستثمر في الشيء المفيد لذات الشخص أو لأسرته أو لمجتمعه، ولا يمكن أن يستثمر الوقت إذا لم تكن هناك تربية سليمة, حيث أن التربية السليمة تساعد الأبناء على التفكير السليم فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة. والفراغ الذي يعيشه أبناؤنا ينقسم إلى نوعين وهما:
أ– الفراغ العاطفي: وهذا ما يتحمله الآباء، أي بعبارة أخرى على الآباء أن يخصصوا ساعات معينة يومياً لأبنائهم, تارة للمذاكرة, وتارة للجلوس معهم, وتارة لمساعدتهم في حل مشاكلهم الشخصية أو العامة, وتارة لتعليمهم بعض أمور دينهم وإشباعهم بالعاطفة المطلوبة (لا إفراط ولا تفريط). فهذه الأمور المذكورة تساعد الأبناء على الانفتاح على آبائهم, وتساعدهم على أداء الحقوق, وكما ورد في مضمون الحديث: (رحم الله امرئ أعان أبناءه على بره).
ب– الفراغ الروحي: وهذا ما يتوزع ما بين الآباء والأبناء. أي أن يقوم الآباء بتعليم الأبناء الأمور الدينية, كالصلاة والصيام والدعاء بالأسلوب الذي يليق بجلاله سبحانه وتعالى, شريطة أن التعليم لا يكون بالزجر والقوة إلا إذا بلغوا السن التكليفية. ويجب يعلموهم بأن هذه الأمور المذكورة وغيرها ليست من باب العادة المتبعة في الوسط الاجتماعي, بل من حيث أنها عبادة يجب احترامها والاعتقاد بها حتى تصعد بأرواح الأبناء إلى السموّ.
ج– البطالة: وهذه الظاهرة المتفشية في مجتمعاتنا تشكل خطراً كبيراً بذاتها إذا ما تم حلّها من قبل الوالدين. فالوالدان إذا ما كانا متنبّهين لهذه القضية فسوف يضيع الأبناء ذكوراً وإناثاً. فتشجيع الوالدين للأبناء على المواصلة في التحصيل العلمي والعملي له دور كبير في صنع إنسان يخدم المجتمع. ولعل القضية تختص بالدولة, إلا أن الأسرة لها الدور الكبير في إخراج ذرية صالحة. ثم إن البطالة لا تقتصر على عدم العمل، وإن كان هذا المعنى السائد, إلا أن النشاط العلمي والعملي لهما دور كبير. فأحياناً صاحب الشهادة لا يحمل تلك القيم والمبادئ، بخلاف بعض الناس الذين يحملون الشهادات الجامعية ويحملون القيم والمبادئ قبل كل شيء. ولتكن الفكرة عند الأبناء أن العمل لا يأتي بالجلوس في البيت, بل يأتي من خلال البحث عن الفرص العملية الموافقة لشهادته العلمية. وليكن التشجيع من قبل الأبوين والدعاء لهم بالتوفيق. ثم بالنسبة للفتاة لعل شهادتها الجامعية تجعلها حبيسة الدار, ولكن إعمال العقل في شيء مفيد يساعدها على التخلص من الأوهام والتخيلات التي لا طائل منها. وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "حِرفة في اليد أمان من الفقر". وفوق ذلك كله يجب أن يكون لدى كل إنسان حرفة معينة تشغله عن التفكير الشيطاني.
فلو تخلص الأبناء من الفراغ العاطفي والروحي والبطالة, سيكونون -بإذن الله جل وعلا- بعيدين عن المشاكل النفسية والعقلية والأسرية, وستبعدهم عن التعقيدات والأوهام التي تواجه حياتهم, وذلك بفضل الآباء الذين سدّوا عليهم الفراغ الذي يهدد أعصابهم. وسيعتمدون على أنفسهم بعد ذلك في مواجهة أي شيء في حياتهم بعقلية سليمة.
2. رفقاء السوء:
لا يخلو مجتمع من المجتمعات من الناس السيئين الذين لم يحصلوا على التربية السليمة, والتي من أسبابها:
أ– الفقر: وهو بدوره من العوامل الرئيسية التي تساعد على انحراف الأبناء, وخصوصاً الذكور. فلو علم هذا الشاب أن الفقر نعمة إلهية تساعد على تصفية قلبه والاقتناع بما أعطاه الله سبحانه وتعالى, ويشق طريق الحياة بتعب ومشقة, مما يساعد ذلك على التوجه إلى الله في جميع الحالات صغيرة وكبيرة، وفي نفس الوقت هو اختبار للعائلة كيف تستثمر العقل البشري في شق طريق الحياة. فكم إنسان بات فقيراً وأصبح غنياً بفضل الله سبحانه وتعالى, وبفضل استخدام العقل في تكوين الشخصية.
ب– الثراء المترف: وهذا العامل إذا ما استغل الاستغلال الأمثل فسوف تكون عواقبه خطيرة, لأن وجود المال بشكل ملموس, وإعطاء الأبناء كل ما يريدون دون إشعارهم بأن هذا المال قابل للزوال لأي أمر من الأمور، فهذا يؤدي إلى عدم احترام عقولهم, وذلك بفعل كل ما بوسعهم دون حساب لأي شخص من الأشخاص.
ج- ابتعاد الآباء عن الأبناء: وهذا بدوره يجعل الأبناء يفعلون ما يشاؤون, وذلك بسبب انشغال الأب بتحصيل لقمة العيش, أو انشغاله بأمور الدنيا التي لا تكاد تنتهي. فلو قام الأب بدوره والأم بدورها في كيفية تقسيم الوقت على الأبناء, وعدم اتكال أحد الأبوين على الآخر, وعدم اختلاق الأعذار الواهية في حصول مشكلة معينة, لا يمكن للأبناء أن ينحرفوا في ظل وجود الأبوين.
هذه الأمور الثلاثة لو توفرت في إنسان ما، دون أن يكون هناك نذير من قبل العائلة, أو شخصية لها وجودها وتأثيرها على هذا الإنسان, فهي بلا شك ستصنع إنساناً خالياً من القيم والمبادئ, وستكون الكارثة أعظم لو كان هناك إنسان آخر توفرت فيه الأمور الآنفة الذكر, وستكبر الكارثة لو كان هناك أكثر من شخصين، لأنه كما قلنا أن التربية السليمة لها تأثيرها الإيجابي على الإنسان, حتى في أثناء وجود الفقر والغنى الماديين، لأن الفقر والغنى لا يؤثران على الإنسان المؤمن الذي له قناعة بما أوتي من رزق (القناعة كنزٌ لا يفنى). فعلى كل إنسان ذكراً كان أم أنثى أن يحمل روحاً ملؤها الإيمان القويّ الذي لا يمكن أن تؤثر عليها المادة، نعم يجب أن يستغل الدنيا في السير على طريق الخير. ونحن نقرأ يومياً قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ الفاتحة. والصراط المستقيم يحتاج إلى عمل وسعي حتى نحصل على التوفيق الإلهي. ففي ظل هذه الحياة ووجود التقنية الحديثة علينا أن نستغلها في السير على الطريق المستقيم. فدخول الأبناء على المواقع في "الإنترنت" ليس حراماً إذا كان في طريق الخير، ولكن من الذي يستطيع أن يسيطر على نفسه أمام هذه الإغراءات؟ يقول تعالى: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ يوسف. فهنا ورد الاستثناء لمن له صلة بالله سبحانه وتعالى ويرجو رحمته ويخاف عقابه. ولذا ورد التأكيد: ﴿ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. ثم إن هناك الأسطوانات ذات البرامج الدينية وبرامج التسلية، لأنها محدودة الاستخدام. لكن الإنترنت كلما فتحتَ باباً فإنه يفتح لك ألف باب, سواءً في الخير أو الشر. والمشكلة أن الإنترنت بدأ يجرّ إلى اللقاءات الغير مشروعة بين الجنسين ذكوراً وإناثاً, عزاب ومتزوجين, وكل ذلك باسم الدين والحضارة والحرية، الدين لم يشرع ذلك إلا إذا كانت هناك ضرورة شرعية، وكما يقول الشاعر أحمد شوقي:
نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ
فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ
ولذا إذا كانت البداية غير حسنة, فالنهاية ستكون بلا شك أسوأ, إلا إذا نزلت علينا ألطافه سبحانه وتعالى. والمشكلة أن الإنسان في وجود الإغراءات يغفل ويتغافل عن الله سبحانه وتعالى، وينسى ويتناسى أن الله: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ غافر 19. لماذا؟ لأن الشيطان سيطر على غريزته وعقله.
فالواجب على الإنسان أن يحمد الله جل وعلا, ويشكره إذا ستر عليه في الدنيا, وليأخذ درساً من الخطأ. ولكن الإنسان غالباً ما يمشي في الطرق الملتوية رغم علمه بأن الطريق الذي يمشي فيه خطأ (100%). ولكن كما ورد في الحديث: "ما أكثر العبر وأقل المعتبرين".
* الحلول:
لقد تطرقت إلى بعض الحلول التي ربما نفهمها من خلال ذكرنا للأسباب المؤدية إلى الانحراف، فتارة نعكس هذه الأسباب فنجد الحل، وتارة يختلف الجو والموقف والظرف الذي يعيشه بعض الشباب من الجنسين. فوضع الحل يتأتى من فهم القضية ودراسة نفسية من هو مبتلى ببعض المشاكل. ولا يحق لنا وضع اللوم على شاب أخطأ أو فتاة أخطأت، لأن هناك جهل قصوري وجهل تقصيري وغفلة. فيجب معالجة المشكلة بشكل سليم وعقلائي، فالجهل التقصيري تارة يأتي من قبل الأبوين, وتارة من قبل الأبناء. وكذلك القصوري. أي بصورة أوضح هناك مفاهيم ومعايير تلزمنا بالتعامل مع الفتاة أو الشاب الذي يمشي على غير جادة الطريق الطبيعي الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لنا, وذلك بمخالفة قوانين الطبيعة. فلا نستطيع أن نضع حلاً لمشكلة ما ما لم نعرف ملابسات القضية أو المشكلة. وحتى لو عرفنا ملابسات المشكلة وتأكدنا أن هذا الشاب أو هذه الفتاة أخطأا بعلم، إلا أنه هناك أسباب أوصلتهما إلى هذه المشكلة التي وقعا فيها.
* قصة واقعية:
فتاة في ريعان شبابها، دخلت إحدى المنتديات لتدلي برأيها كما تقوم غيرها من الفتيات، فحصل هناك خطأ ما، فبان عنوانها الإلكتروني (الإيميل) لبعض الأعضاء. وبعد إصلاح الخلل الفني فوجئت بمحادثة شاب متزوج عن طريق الماسنجر, مما أدى إلى الحوارات الطويلة والذي أدى بدوره للتعرف على صديقتها، وبعد ذلك تبادلاً المحادثات عن طريق الهاتف الجوال. وبدأت المحادثات الطويلة للتعرف على أسرار حياتها أكثر فأكثر. وكذلك هو أعطاها أسراره التي لا يعلمها حتى أقرب الناس إليه. وبعد المحادثات الطويلة تمت المقابلة الشخصية بين ذلك الشاب وتلك الفتاة وجهاً لوجه. وبعد مرور الأيام والتعارف الموسوم بوسام الشرف والعفة بدأت الكلمات المبتذلة من ذلك الشاب تأخذ مجراها مع تلك الفتاة وصديقتها، ولكن الرحمة الإلهية رفعت تلك الفتاة عن هذا الشاب، وقاطعته مقاطعة نهائية.
التعليق على هذه القصة: نستطيع أن نقول أن هناك جذور سليمة في تربية هذه الفتاة وذلك الشاب، إلا أن هناك فراغ روحي وعاطفي عند الشاب والفتاة. فالشاب يحاول أن يخلق جواً ملؤه الشرف، والفتاة وافقت على هذا بحسن نية، وأنى يتأتى ذلك بوجود شيطان مغوي بينهما؟ ولولا تدخل الرحمة الإلهية لما عُرف ما سيحصل بعد الكلمات التي أساسها شبكة صياد من يدخلها لا يعرف الخروج منها. ثم إن هذه قصة توخيت فيها الاختصار من بين مئات القصص. فبعض الفتيات وقعنَ في مستنقعات الرذيلة، وبعضهن يفلتن من هذه المستنقعات, إلا أن العار يلاحقهن. بينما هناك فتيات صابرات وقانعات بما قسم الله لهن من رزق يتزودن به في شق طريق الحياة بروح إيمانية وعقل سليم، وحتى لو ولجوا في بحر التقنية الحديثة فإنهن يدخلنها من باب الضرورة كالبحث العلمي، الإطلاع على آراء الآخرين بشكل سريع، التعرف على ما يجري في هذا العالم من أحداث... وهكذا.
* تنبيه: على كل أب وأم التعرف على بعض ما يجري في داخل البيت، أي بصورة أخرى يجب المحاولة على معرفة بعض أجهزة التقنية الحديثة وما مدى أهميتها في جلبها إلى المنزل، حتى تبرأ ذمته أمام الله جل وعلا، وإذا كان لا يستطيع فهم ذلك فليوكل الأمر إلى من هو أعرف منه وأقرب إلى أبنائه لهذه التقنية, كي يتسنى له الحفاظ على أسرته. أما أنه يقول أنا لا أعلم فهذه مشكلته هو وليست مشكلة غيره، لأن هذه الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب.
ختاماً: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ التحريم 6.